لقاء الشرع وترامب ينهي حقبة العقوبات: واشنطن تعلّق "قيصر" وتفتح باباً مشروطاً أمام دمشق
اختُتم اليوم (الاثنين) في البيت الأبيض اللقاء التاريخي وغير المسبوق بين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي مثّل نقطة تحول في مسار العلاقات الأمريكية – السورية بعد أكثر من عقد من القطيعة والعقوبات.
وغادر الشرع مقر الرئاسة الأمريكية عقب الاجتماع، بالتزامن مع إعلان وزارة الخزانة الأمريكية تعليق العمل بعقوبات "قانون قيصر" المفروضة على سوريا، في خطوة وُصفت بأنها تمهيد لمرحلة جديدة من الانفتاح الحذر تجاه دمشق.
وقالت الخزانة في بيانها إن التعليق يهدف إلى "تسهيل الدعم الإنساني والاقتصادي وتمهيد الطريق لبدء جهود إعادة الإعمار"، لكنها شددت على أن العقوبات المرتبطة بكل من إيران وروسيا ستظل سارية، مؤكدة أن "تعليق العقوبات لا يشمل أي تعاملات مع موسكو أو طهران".
ويعكس هذا القرار توجهًا أمريكيًا جديدًا يقوم على الانفتاح المشروط، إذ تسعى واشنطن إلى دعم الاستقرار الداخلي في سوريا مع استمرار الضغط على حلفائها الإقليميين.
وفي السياق ذاته، رحّب عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي بالخطوة، حيث دعا السيناتور جو ويلسون إلى "منح سوريا فرصة حقيقية عبر إلغاء كامل العقوبات"، مشيرًا إلى أن الإجراءات السابقة "أضرت بالشعب السوري أكثر مما أضعفت النظام".
ويرى مراقبون أن اللقاء وما تبعه من قرارات يعكسان اعترافًا دوليًا عمليًا بالقيادة السورية الانتقالية بقيادة أحمد الشرع، وبداية لعودة سوريا إلى المشهد السياسي الدولي بعد سنوات من العزلة.
ومع ذلك، تبقى التحديات أمام القيادة الجديدة كبيرة، أبرزها تنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية عميقة، وضمان الشفافية والحوكمة الرشيدة لاستمرار الدعم الدولي ورفع العقوبات بشكل دائم.






